”أم نعمة” : زوجي الأول كنس لي البيت .. زوجي الثاني تركني من أجل ”الواد”
الأكثر مشاهدة
"أنا شاب لكن عمري ألف عام"
الطريق طويل وزحمة المواصلات لا تطاق، وآلام ظهري تشتد على بسبب الغضروف، سلبتني الحياة صحتي بعدما سلبتني سابقًا راحة البال، أوقات أشعر أني في صراع حول المواصلات، التي أقضى بها وقت طويل من يومي في سبيل ذهاب وعودة ابنتى نعمة من مدرستها، على حافة زوال البصر بالكاد تبصر عيناها الطريق ، وأحيانًا تنوب عني ابنتي الأخرى.
لطالما تمنيت أن أكون متعلمة ،ربما كانت الحياة أصبحت أسهل علي لو معي شهادة، أهون على نفسي بأمنيات كهذه فـ "الجهل وحش"،
زوجني أهلي وأنا ابنة 16 سنة بسبب ظروفهم البسيطة والتزاماتهم الكبيرة نحو سبع بنات وولدين، تزوجت "سيد" زوجي الأول وهو يكبرني بعشرة أعوام، بدأنا حياتنا سويًا ونحن نسكن في غرفة بسيطة، وكان يصنع تماثيل جبس، لكنه ظل يتكاسل عن عمله، حتى اضطررت إلى النزول للعمل بمسح السلالم حتى أتولى الصرف على أطفالنا الثلاث، كنت أعود للبيت وملابسي غارقة بمياه المسح، ولم يجعله ذلك سوى يزداد في الإعتماد علي ولم يعد يهمه سوى نفسه وملابسه وسجائره، وكنت أنا أحاول تحسين حياتنا فجمعت مال من جمعيات وغيرها حتى استطعت تأجير شقة صغيرة أخذتها على الطوب الأحمر وأكملت فرشها على شهور كثيرة، لكن بدأ اختفاء أشياء من البيت ،احترت في الأمر في الأول وكنت أسأله "فين العفش يا سيد "؟كان يرد بإهانات لي ولعائلتي ولم أكن أشك فيه لكن إهانته شككتني في الأمر فعلمت أنه وراء اختفاء الأجهزة التي أشتريتها بالقسط، وأنه يصرف المال على كيفه، أردت الطلاق منه لكنه حاربني ف شقتي التي اشتريتها من مالي وفرشتها منه، وغضبت عند أختي شهر وعندما عدت وجدته "كنس الشقة" فلم أجد ما ابتعته بشق الأنفس وانحناءة الظهروغرقان ملابسي بماء المسح، دفعت له مال استلفته من جيراني وسددته على فترات كي يتنازل عن عقد إيجار الشقة لي ويطلقني ورغم ذلك ظل يـبـتـز مالًا مني حتى وفاته .. "هقول ايه يا سيد ربنا يسامحك".
تصوير:آلاء عبد النبي
"لما قالولي ولد اتشد ظهري واستند"
لأني أم لولدين من زوجي الأول، ذلك ما جذب "شلبي" زوجي الثاني إلي، فصديق أخي الصعيدي الأسمر جاء تقدم لي وكنت متخوفة لأنه مطلق لكني لم أعلم أنه طلق بسبب عدم خلفة "الواد"، علمتها بعد ذلك بعد أن رزقت بابنتين منه، في بداية زواجنا كان هو من يصرف على المنزل ولكني اضطررت مرة أخرى العودة لمسح السلالم بعد أن كف عن الصرف في المنزل، وبدأت مشاكلنا تزيد عندما لم يتحقق أمله ولم أنجب ولد كأني أملك أن أقول للشيء كن فيكون .. "استغفر الله خرجني عن شعوري"، وعلمت في تلك الفترة أنه رد زوجته الأولى رغم تأكيده قبل زواجنا بعدم عودته لها ولم أعترض لطالما صعب على بناتها، وبدأ يغيب عنا بالأسابيع والشهور ولا يسأل أو يصرف مليمًا ،ثم اعتاد أن يأتي عندما يغضب مع زوجته الأخرى ويقيم معنا بالشهور فيتصالحا فيعود إليها، وكنت وقتها من يُعيل المنزل أتذكر تذمره يومًا من كون عقد إيجار البيت باسمي وأنه الرجل ويجب أن يكون العقد باسمه، وكأن "الرجولة بالمريسة"، كنت قد تعلمت درسي من "سيد" فقلت له "لا ده بيتي وبيت ولادي"، في ذلك الوقت كنت حاملًا في ابنتى الثالثة منه وعندما علمت بذلك تناولت كافة المشروبات والأدوية التي أخبروني عنها لإسقاط الجنين وربما ذلك ما أثر على الجنين فأنجبتها مصابة بسرطان في العين سبب لها شبه "كفاف في النظر"، ودُخت وراءها بين معهد الأورام وغيرها وفي ذلك الوقت لم أعلم أني في سبيلي لإنجاب الرابعة والتي بعد تشريفها حياتنا البسيطة لم تُحنن قلب والدها الذي كان قد ضجر بالحياة معنا خاصة بسبب مرض ابنتنا "نعمة"، فعدت يومًا – منذ ثلاث عشر عامًا - من جلسة علاج لها، وجدته هجرنا وأخذ معه مبلغ من المال كان علم به وكنت جمعته لزواج ابنتى الكبرى، وأخذ قسيمة الزواج وغيرها وخرج من حياتنا للأبد، وظللت على ذمته لسنة ونصف مضت لكن حين أقعدني المرض عن العمل نصحني البعض برفع قضية خلع كي أخذ مرتب شهري تصرفه لي الضمان الإجتماعي لأنفق علي وعلى بناتي، فخلعته .. "الله يسامحه"
"على جنب يا سطى"
عدت من ذكرياتي على موعد وصول المواصلة لمحطتي، تحاملت على قدمي وتمشيت لمكان المواصلة الثانية التي توصلني للثالثة التي بدورها تأخذني إلى منزلي، اشتدت آلامي التي أقعدتني من قبل عن العمل لعدم قدرتي على التحمل، وبمساعدة أولاد الخير تسير حياتي، قد تعودت مشقة الطريق وكل ما أتمناه أن تؤتي ثمارها لأبنائي .. "الله كريم"
الكاتب
نيرة حشمت
الإثنين ٢١ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا